أنت لك من بشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرها من أعمال .. وخلق .. وآداب .. ولك من البشرية ظاهر العبادات والطاعات .. فتتعلم كيف تصلي وكيف تصوم وكيف تزكي إلى أخر مظاهر الإسلام الأخرى أدبا وخلقا ..
هذا هو ما تتعلمه من القالب البشري للرسول .. وهو خير وبركة لمن تعلم منه واتبعه ..
ولكن هل هذا هو كل حظك من رسول الله صلى الله عليه وسلم !!!
إذا ما أهون ما أخذت .. من أعظم نعمة أنعم الله بها عليك !!! ولو كان هذا هو المطلوب فقط لما أكد الله تعالى وأكد رسوله على ضرورة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي يكون أحب إليك من نفسك التي بين جنبيك .. ولما أمرك الله تعالى بالصلاة عليه دائما أبدا .. فأي صلة بين أن تنفذ الأوامر وتتبع التعليمات حتي ولو كانت مكتوبة في كتاب ويعلمك إياها أي شخص أو أي كتاب أو كاتب وبين أن تحب هذا الشخص أو هذا الكاتب وتنزله منزلة أعلى من نفسك !!
يروي البخاري عن أنس رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين “
لابد أن هناك في الأمر سرا أخر غير ظاهر وغير بشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كتاب قواعد الإيمان ” تهذيب النفس ” – باب الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ص 223