” تعالى الله عما يصفون ( 2 من 2 ) “


• ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يناج ربه في ليلة المعراج في مكان ما فوق السموات السبع كما يتبادر إلى الذهن مفهوم الفوقية المكانية .. فالله تعالى منزه عن المكان والزمان ، فقد كانت هذه المناجاة حيث لا زمان ولا مكان .. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قد عرج به من سماء إلى سماء لا يقبل شكا ولا جدلا .. ولكن يجب أن نؤمن به بالكيفية التي تناسب الحال والمقام ونحن لا ندركها بعقولنا البشرية .

• وانظر كيف صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والرسل في بيت المقدس .. ثم وجد بعضا منهم في السموات كإبراهيم وموسى وعيسى .. ولا تظن أنهم قد صلوا معه ثم سبقوا ليكونوا في استقباله .. ولكنهم كما صلوا معه في بيت المقدس هم كذلك موجودون في السموات .. بكيفية ما تستطيعها الأرواح القدسية التي لا يحدها مكان ولا زمان .

• والله تعالى وسع كرسيه السموات والأرض ، وهو سبحانه على العرش استوي .. فلا العرش كالعرش الذي تعرفه بشريتك .. ولا الكرسي كالكرسي الذي يتبادر إلى ذهنك ..

• فإن قال صلى الله عليه وسلم ” ينزل ربك إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل …. ” إلى أخر الحديث المعروف .. فإياك أن تتصور في الأمر نزولا كنزولنا . وصعودا كصعودنا ، واعلم أن الوقت هو السحر في الهند مثلا .. فإنه سوف يكون سحرا بعد ساعة في إيران .. وبعد ساعة في السعودية .. وهكذا على مدار الأربع والعشرين ساعة .. فأي سحر وأي نزول إن كنت تفهم !!! جل جلال الله عن التشبيه والمثال .

• ونحن نؤمن أن الحديث صحيح أما الكيفية فلا تُكيّفُ بعقولنا البشرية .. اطرح عنك جميع الأفكار البشرية .. والإدراك الحسي الذي يحبس عقلك ومفهومك .. وانظر في آيات الله تعالى في الكون وفي كتابه …

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 184
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا