” برزخ الأرواح “

• أن الميت إذا انفصلت روحه عن جسده فكل منها يصير إلى ما كان منه ، الجسد إلى التراب ، والروح إلى عالمها ، ولا تنقطع صلتها بالجسد حتى وإن تقطع إربا أو تحول إلى رماد وغازات ، وهذه الأرواح تعود إلى مكان ، لا هو من الدنيا فقد انقطعت صلتها بها بموت الجسد ولا هو من الآخرة ، فإن الآخرة لم تحن بعد ، فهذا المكان له وجهان ، وجه إلى الدنيا ، ووجه إلى الآخرة ، ولذلك يسمى ” برزخا ” ، والبرزخ في اللغة هو الشئ ذو الصفتين المختلفتين ، كالبرزخ بين البحر المالح ماؤه والبحر العذب ماؤه ، فحيث التقاء البحرين ، والمائين العذب والمالح يسمى برزخا .

• فبرزخ الأرواح يشرف على الجنة والنار ، ويشرف على الدنيا ، فالروح إذا أشرفت من البرزخ على النعيم أحس الجسد بذلك ، وإذا أشرفت على الجحيم شعر الجسد بذلك ، ومن هنا كان عذاب القبر أو نعيمه ، ولقد قيل أن نسبة اتساع البرزخ إلى الدنيا كنسبة اتساع الدنيا إلى رحم الأم .

• والروح على قدر صلاحها ومعرفتها بربها جل شأنه وعلمها بالله وحبها له تكون منطلقة في عالم البرزخ ، تزور وتزار وتروح وتجئ ، أما إذا كانت غير ذلك فإنما تلعب بها الشياطين كما يلعب الصبيان بالكرة .

 

للاستزادة : باب الإيمان كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 138
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا