لو أردت أن تحصي مثل هذه العوالم الغيبية لما استطعت ، فمنها :
– عالم الجن – وعالم الملائكة – وعالم الرؤيا أو المثال ، وهي ثلاث عوالم سبق تناولها في الموضوعات السابقة .
– رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به أقواما يعذبون وأقواما ينعمون ، والمجاهدين في سبيل الله رآهم صلى الله عليه وسلم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم وكلما حصدوا عاد كما كان ، أين وكيف تظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى كل هذا ؟؟!! أليست هذه عوالم أخرى من عوالم الغيب .
– وأين أنت من عذاب القبر ونعيمه كما وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟؟ عذاب القبر تسمعه كل البهائم والخلائق ما عدا الإنس والجن ..، عذاب ونعيم في القبور قبل يوم البعث وقبل دخول الجنة والنار ..، أليس هذا عالم من عوالم الغيب ؟!
– وأين تلك الأرواح التي قبضها الله عندما جاء أجلها ؟ فلا هي في الدنيا ولاهي في الآخرة !! فهذا عالم أخر من عوالم الملكوت .. لا هو من الدنيا ولا هو من الآخرة وفيه نفحة من العذاب .. وفيه نفحة من النعيم ..
– ويقول صلى الله عليه وسلم إنه لا يرد القضاء إلا الدعاء … وإن البلاء لينزل من السماء فيقابله الدعاء صاعدا إلى السماء ( أي دعاء العبد لربه ) فيعتلجان إلى يوم القيامة ( أي يتصارعان ) ولا يصل البلاء إلى صاحبه ببركة دعائه … ويا سبحان الله .. هذا ينزل .. وهذا يصعد .. ويتعاركان .. أليس هذا عالم أخر من عوالم الملكوت ؟؟!!
– ومهما نعد ونحصي فإنما ذلك على قدر إدراكنا وعقولنا ..، وعلى قدر ما علمنا ، ولكن حقيقة الأمر أنه لا يعلم جنود ربك إلا هو .. وما هي إلا ذكرى للبشر ..
للمزيد حول هذا الموضوع – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 63
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا