الاهتمام كله يكون على القلب وما يشغله

والإيمان كما يقول : ” بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً .. أَعْلاهَا قَوْلُ لا إلهَ إلاَّ الـلَّـه ، وأدْنَاها إِمَاطَةُ الأَذى عَن الطرِيق .. والحياءُ شُعْبَةٌ من الإيمان  “  كما ذكره مسلم والنسائى عن ” أبى هريرة “ ،  وكم بينهما من أمورٍ وأوامر على العبد أن يقوم بها ، ويجاهد حتى يستقيم حاله الظَّاهر والباطن .. وعلى العبد الجهاد ، أمَّا الهُدَى فمِنَ الـلَّـه تعالى فضلاً مِنْهُ وتَكـَـرُّمـًا .

والاهتمام كله يكون على القلب وما يشغله .. فإن قيمته ودرجته عند الـلَّـه  تعالى إنَّمَا هِىَ بِقَدْرِ ما يشغَلُهُ وما يهْتَمُّ
بِه … سواءُُ بِأمور الدُّنيا الفانية .. أو أمور الآخرة … أو بطلب وجه الـلَّـه تعالى ومحبَّتِهِ ورِضاه …

فرسول الـلَّـه يخبرنا أنَّ فى الجسد مُضْغةً ،  إذا صَلُحَت صَلُحَ الجسد كله  ، وإذا فسدت فسد الجسد كله … أَلا وهِىَ القَلْبُ  ….  فإن القَلْب بما رُكِّبَ فيه من نَفْسٍ وروحٍ معاً ، هو مَحِلُّ الجِهَادِ فى سبيل الـلَّـه.. فإن مال إلى الدنيا وشهواتها .. فقد فسد والعياذُ بالـلَّـه  ، وإنْ سما  إلى الـلَّـه تعالى ، وأنوارهِ فقد أفلح وفاز ..  ، ثم يأتى بعد ذلك دورُ الجوارحِ ،  وهى فى النهاية المطيعة لما يكون فى القلب من فساد أو تقوى ،  فالقَلْبُ هو الآمرُ الحاكمُ .. والجوارحُ هِى عبيدهُ المُـنَـفِّذةُ .

يقول ” القَلْبُ مَلِكٌ وَلَهُ جُنُودُُ ، فِـإِذا صَلُحَ المَلِكُ صَلُحَتْ جُنُودُهُ ، وإِذا فَسَدَ فَسَدَتْ جُنُودُه  “ رواه البيهقى عن ” أبى هريرة “.

مقتطفة من كتاب ” الإحسان ” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى

للدخول على الموقع للإستزاده :

www.alabd.com

للإستماع إلى إذاعة ” حب النبى ” الدخول على :-

attention.fm