سُــنَّة رسول اللَّه صـلى اللَّه عليه وسـلم

سُــنَّة رسول اللَّه صـلى اللَّه عليه وسـلم هى أقوال وأفعـال ثـم أحـوال، والأحوال هـى أدب رســول     اللَّــــه صلى اللَّه عليه وسلم الباطن من مراقبة اللَّه تعالى بقلبه وروحه، وسلامة النفس من أمراضهاالمعروفة كالبخل والشُّحّ والحسد والكبر وما شابهها، واتصافها بالصفات المحمودة كالرحمة والعفو والرضا والتسليم للَّه تعالى وصِدق التـوكـل عــلــيه ومــاشــابه هذه الصفات والتى قال عنها رسـول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ” أدَّبنى ربى فأحسن تأديبى ” وخاطبه مولاه بقوله “وإنَّك لعلى خلق عظيم” صلى اللَّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

فمن ادَّعى التمسُّــك بسنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دون أحواله الباطنة ودون تنقية نفسه من هذه الشوائب وإلزامها بالصفات المحمودة، فما تمسَّك بالسـنَّة حقا، وماله من ادعائه من حقٍّ إلا على قدره وحسابه على اللَّه.

ما لك من سبيل للإتصاف ببعض أحوال رسـول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على قدرك وعلى قدر سعـــة نفسك وروحك، إلا بقرب روحك من روحه، وفهم وتذوق هذه  الأحوال والصفات، فالقراءة والعلم بها دون تدريب نفسك عليها لا يجديان نفعا، أما كان إبليس عالمًا بالله تعالى وقدرته وسـطـوتــه ؟ ولم ينفعه علمُه!!، فإن جوهر الأمر هو سُـقـيا النفس والروح بهذه الصفات، وهذا الأمر ليس بالعلم وحده ولكن بالتقاء الأرواح وتآلفها فإنها تسقى بعضها بعضاً وتؤثر بعضها فى البعض، ألم يقل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “المرء على دين خليله فانظر من تخالل”؟؟ وضرب مثلا لتأثير النفوس والأرواح بعضــهــا فى البعــض بجليس السوء وجــلــيــس الخـــير وشبههما صلى اللَّه عليه وسلم بنافخ الكير وبائع المسك!! وهذا هو سرّ قوة إيمان صحابة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وفضلهم على سائر القرون .. فقد كانوا ينهلون من روح الرسـول صـلى اللَّه عليه وسلم مــباشـــرة بقربهم المادىّ والمـعـنـوىّ وتـنـتـقــــل بعض أحواله صلى اللَّه عليه وسلم  إليهم كلٌّ على قدر نفسه وروحه .. فصار إيمانهم كالجبال الرواسى ببركته صلى اللَّه عليه وسلم وبقوة إيمانهم التى اكتسبوها منه مباشرة منذ بداية بعثته وقبل أن تتم دعوته بل وقبل هجرته أيضا وقبل أن تتم الرسالة وما فيها من أوامر ونواهٍ.

مقتطفة من كتاب “مقدمة أصول الوصول” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى

http://www.alabd.com/

www.attention.fm